مبادرة سياسات الغد تؤيد تأييداً تاماً القيم العالمية لحقوق الإنسان والعدالة والحرية المكرسة في القوانين الدولية والتي ينبغي أن تكون منارة للبشرية جمعاء.  تتخذ المبادرة موقفاً مناهضاً للفصل العنصري، والاحتلال، والإبادة الجماعية والتطهير العرقي، والجرائم ضد الإنسانية، وجميع جرائم الحرب.  ليس بوسع مبادرة سياسات الغد سوى دعم حق تقرير المصير والاستقلال للشعوب التي تعيش تحت نظم استعمارية أو عنصرية.  

تدين المبادرة الإبادة والتطهير العرقي المستمرين اللذين يرتكبهما الكيان الاسرائيلي. فمنذ 20 يومًا، تنفذ إسرائيل سياسة عقوبة جماعية ضد غزة، تتضمن حملة قصف متواصل وتشديدًا للحصار الذي دام 16 عامًا. وفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، قتلت إسرائيل 6,547 شخصًا في غزة، منهم أكثر من 2,704 طفلاً حتى الساعة، وأُجبر أكثر من 1.4 مليون مدني على النزوح قسراً. وتعرض نصف غزة تقريبًا للتدمير وتضررت مبانٍ بأكملها، مع تدمير كامل للبنية التحتية. ويستهدف قصف إسرائيل العشوائي للمدارس والمستشفيات والمساجد والكنائس المدنيين الذين يرفضون، أو لا يستطيعون، مغادرة غزة تمهيداً للتطهير العرقي في القطاع الساحلي.  

تدين مبادرة سياسات الغد أيضًا دعم العديد من الحكومات الغربية الثابت لإسرائيل التي لا تنفك عن ارتكاب جرائم حرب ومحاولات هذه الحكومات محو التاريخ الطويل لكفاح الفلسطينيين من أجل الاستقلال وحق تقرير المصير، فضلاً عن مقاومتهم الاحتلال الإسرائيلي وفرض دولة الفصل العنصري. نعرب عن أسفنا إزاء القيم المزدوجة لدى العديد من المؤسسات الأمريكية والبريطانية والأوروبية التي تختار التخلي عن القيم العالمية لحقوق الإنسان والعدالة والحرية بشكل انتقائي لأنها لا تتوافق مع مصالحها.  

نتعجب من قمع الدول الغربية لأصوات مواطنيها عندما يعبرون عن تضامنهم مع فلسطين. فهذه الممارسات ما هي سوى تهديد أساسي لسيادة القانون وحرية التعبير. وندين أيضًا وسائل الإعلام الغربية التي تجرّد الفلسطينيين من انسانيتهم، وتسهم في نشر الأخبار الكاذبة، وتحرض في حالات كثيرة على العنف ضدهم.  

تعرب المبادرة عن احترامها العميق لجميع الذين يدينون فظائع إسرائيل ويطالبون بالحرية والعدالة لفلسطين على الرغم من تعرضهم للمضايقة والتنمر والعنف.  

نقف مع الشعب الفلسطيني ومع حق فلسطين في الحرية والعدالة والكرامة. بصفتنا مؤسسة بحثية مقرها لبنان، وهو بلد ما زال يعاني من العدوان الاسرائيلي، نحن ملتزمون بتحدي السياسات والسرديات المتغطرسة والدعوة إلى تحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في وطننا وفي المنطقة.